الاثنين، 30 مايو 2011

الرياض ، أخواتي الكريمات : شكرا لكم

مع انتهاء عملى بمدينة الرياض والذى امتد لقرابة عقد من الزمان ، ينتابنى حنين جارف و شعور عميق بتقديم الشكر لكل شئ فى هذه المدينة ، لأرضها ، لسمائها ، لمؤسساتها ، لمبانيها ، لشوارعها ، لكل ساكنيها ، لأشجارها ، لنخيلها ، لهوائها ، لمطرها ، لأزهارها ، لعبوسها ، لضحكتها الصافية ، لكل شئ رأته عينى وسمعته أذنى ، فهذه المدينة لا ينكر فضلها وسحرها وكرمها إلا جاحد أو حاقد ، وكنت فيما مضى لا أتصور أن أكون محبا للرياض لهذه الدرجة ، فبدايتى بها كانت غير جيدة وأول استقبال لم يكن حافلا ولا يليق ، ولكن بعد ساعات قليلة من مقابلة أولى الأمر تبدل كل شئ وأصبحت الرياض معشوقتى وأصبحت أشعر أنى أحد أبنائها لى ما لهم وعلى ما عليهم ، وعشت بالمدينة مع أسرتى ورزقنى الله بها أجمل زهرتين من زهور حياتى ، وسأظل و سيظلان دوما يفخران بأن محل ميلادهما مدينة الرياض الجميلة ، فيا أيتها المدينة الجميلة لكى كل المحبة والشكر والامتنان والتقدير ، واعلمى أننى لن أنساك ما حييت و ستظل صورتك بعيونك المكتحلة المشرقة نورا ساطعا ينير لى طريقى فيما تبقى لى من عمر

وفى مقام الشكر أيضا تخنقنى العبرات و تغلبنى دموعى الصامتة عندما أجد نفسى مودعا ومفارقا لأخوات كريمات عزيزات قريبات إلى قلبى ، ولا أقول زميلات لى فى قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن رافقتهن قرابة عقد من الزمان ، فهذه الكوكبة الرائعة من الأخوات لا أجد وصفا دقيقا ولا كلمات معبرة قادرة على أن تفيهن حقهن ، فقد شملونى جميعا برعايتهن وبادلونى حبا بحب وعطاء بعطاء ، شاركونى بكل صدق أفراحى وأطراحى ، جعلونى لهم أخاً و قبلت ذلك فخراً ، فيا أخواتى العزيزات لن أقول وداعا لأن لى دوما أملا فى اللقاء ، و تأكدن أخواتى أن لكن فى قلبى مكانة لن تمحوها الأيام وسأظل لكن أخاً عزيزاً محباً ، وسيكون بيتى الصغير فى مصر هو بيتكن ويسعدنى جدا ويزيدنى شرفا ً أن أراكن دوما كلما حللتن بمصر المحروسة ، واعلمن أخواتى العزيزات أن أسماءكن وأصواتكن وصوركن لن تندثر طالما ذاكرتى بقيت تعمل ولم يصبها العطب ، فهل يمكن لى أن أنسى يوما – مع الاحتفاظ بالمقامات والألقاب – أخواتى الكريمات ( نجاح ، منى ، هدى ، الجوهرة ، هند ، خولة ،( العزيزة حنان الصقيه) ، عفاف ، فوزية ، عالية ، جوزاء ، نادية ، لمياء ، نوره ، المرحومة وفاء ، لطيفة ، سوسن ، سعاد ، ريم ، هند ) أما آخر العنقود نورا فاسمحوا لى أن أستثنيها من أخواتى وأضمها إلى بناتى فمنذ عرفتها وتعاملت معها حسبتها فى منزلة أصغر أبنائى ، وأرى فى نبوغها وشخصيتها وتمردها وتطلعها مستقبلا زاهراً للقسم وامتداداً لمسيرة أخوات رائعات ساهمن وما زلن فى بناء صرح هذا القسم العظيم والذى أفتخر أننى كنت يوما أحد منسوبيه
أخواتى الكريمات شكرا لكن على كل ما قدمتموه لى ، وسامحونى إن أخطأت أو قصرت يوما فى حق إحداكن دون قصد ، و اعلمن أخواتى أنى سأتابع بشغف أخباركن ، و سيسرنى تقدمكن و ورؤيتكن فى أعلى الدرجات ، واعلمن أيضا أنى سأقرأ كل ما ينشر من ابداعكن ، و سأسعى وأسعد بمقابلتكن فى المؤتمرات والندوات العلمية ، و سيسعدنى التواصل معكن والإطمئنان عليكن ، و ختاما أخواتى الكريمات اعلمن أن عزائى الوحيد على فراقكن ووداعكن أننى لست استثناءاً فى ذلك إنما هذا دأب الحياة الدنيا ، فاللقاء يتبعه فراق ، والحياة يتبعها فناء ، و قد صدق أمين الوحى جبريل عندما خاطب سيد الخلق حبيبنا المصطفى قائلا يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجازى به

الخميس، 26 مايو 2011

للنبوغ والموهبة علامات : فهل من متأمل ؟

من أسعد لحظات حياتى اكتشافى لموهبة أو نبوغ لأى من طلابى ، وخلال عملى لعدة سنوات بالرياض قابلت بعض المواهب القليلة ، ولكن ما أقدمه الآن موهبة رائعة بكل المقاييس عرفتها خلال سنوات دراستها ، وكنت دوما أتطلع لقراءة ورقة اجابتها التى أستطيع تمييزها دون عناء من بين أوراق الطالبات نظرا لتميزها فى الأسلوب ودقة الإجابة ..........

وهذه الموهبة نورا جمعت بين أمور كثيرة ، فهى إلى جانب الخلق الكريم والأصل الطيب واستيعابها لعلوم المكتبات والمعلومات ، فهى كاتبة متميزة معبرة صادقة .. مداد قلمها المشاعر الجياشة والرقة والعذوبة فى التعبير
وخلال حفل تخرجها من الكلية سطرت سطوراً هزت مشاعر الحضور ، لذا رأيت نشرها تكريما لصاحبتها واعترافا بموهبتها وتشجيعا لغيرها فى المستقبل .....
تقول نورا
لست أدري أهي اللغة التي هزمتني فضعفت أم أن الموقف الذي أعيشه الآن هزم اللغة وكلماتي ... إنني أبحث الآن عن طوق النجاة لينقذني من الغوص في بحر مشاعري المتلاطم ॥
قسم المكتبات والمعلومات بأعضائه وطالباته وكل من حضر حفلنا الكريم॥
إنني أريد أن أنقل لكم تفاصيل حكايتي مع الوداع॥ تلك التفاصيل التي أعيشها الآن , فعندما يصل الألم إلى العصب الحي ويخوض في الإحساس جرح الوداع .. وتطحن رحى المرارة قلب المحب فإني إزاء ما يشعر به لا يملك سوى أن يقول دعوني أحتل جزءا من ذاكرتكم .. فإني أتنفس الآن ملء أناتي الممتدة من الفراغ إلى الفراغ وأردد قصيدة وداع حفظتها لأواسي ذاكرة معطوبة!!! أستاذتي العزيزات ,,أذكروني بخير فقد غصصت بكلمات الوداع فالصمت أحيانا أكثر اللغات تعبيرا,, فإذا وقفت أمام نبلكم صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال لا شيء يحرض ذاكرتي على اعتناق الواقع.. ويجوب في داخلي صراع الذكرى المأسورة فتفوح بساتين فؤادي برائحة العبير المهزوم أمام حبي لكم .. مع كل كلمة وداع علي أن أتوقف عن سذاجة الانتظار وبكائي على الأطلال .. لأن لا بكاء يفيد ولا ماضي سيرجع ولا وقت سيرسل عقاربه لأستند عليها مجددا.. مع كل كلمة وداع أعلم أن رحى العمر يدور بي أو بدوني وليس لدي خيار سوى الرضوخ لكي لا أنكسر .. وفي هذه اللحظات أود أن أعترف بقزميتي أمام حبي لكم وقلبي يرفض التمسك بفلسفة الكبرياء.. تعلمت الكثير والكثير منكم وجمعنا قسم يعنى بالمعارف ,,قسم أراه بوابة الحضارة ومشعل العلوم ,, بقدر عظمة رسالة هذا القسم أرى عظمة أعضائه وبقدر حبي لهم أقول الوداع ولا أدري سنجتمع أم أنه المطاف الأخير,, فتعلمت على يدي د।هند آل عروان ما معنى علم المكتبات,, ود।هدى العبد العالي ما معنى الوثائق,, وغصت في عالم مع د.خولة الشويعر ودخلت أبواب التكشيف والكشافات ,, وكيف أبحث وأرتقي على يدي د.محمود الجندي وأبحرت معه في الاجتماعيات ورسوت معه في الانسانيات,, وكيف أفهرس مع د.جوزاء القحطاني ,, وكيف أصنف على يدي أ.لمياء الدعيجي,, والكثير الذي لا يسعني ذكره الآن .. يكفيني منكم أن تذكروني بخير ونؤمن جميعا بفراق الأجساد لا بفراق القلوب أخواتي طالبات الفرقة الرابعة ,, أعجز عن وصف ما يكنه الفؤاد لكم.. كنا أكثر من صديقات ولا زلنا ضحكنا معا ... فرحنا معا.. وشهدت بذكرياتنا مقاعد الدراسة والساحات وكل مكان وأتى اليوم لنفترق,, كم هو أصعب أن أكتب عن صداقة اقتربت من شواطئ الفراق وذكريات ستدفن في كلية جمعتنا وفرقتنا..اذكروني أختا لكم وصديقة لو بيدها سلمت لكم القلب بدون تردد أحببتكم حد الارتواء .. وأرسل لكم دعواتي لرب السماء.. جمعني الله وإياكم على منابر من نور .. يغبطنا النبيين والشهداء .. تبددت الآن كلماتي .. احتواني هاجس الوداع .. وتبعثرت حواسي حتى خيل لي أني في عالم أسطوري كئيب وبوصلة عمري تجمدت فلم تعد تعرف سوى اتجاهاتكم .. والآن أسمحوا لي أن أهدي نجاحي وتخرجي إلى روح أبي الطاهرة إلى من علمني صياغة الحياة وفن العيش برقي وبمبادئ راسخة .. أبي ومعلمي الأول وأستاذ عمري كم كنت أتمنى الآن أقبل قدميه وأشكره وأرتمي في حضنه الحنون.. رحمك الله رحمة واسعة وأسأل مولاي كما حرمني قبلتك في الدنيا أن لا يحرمني لقاءك في الآخرة .. وأهدي نجاحي إلى أمي .. أميرة السحابة البيضاء وعيد أيامي والنجمة التي أضاءت الطريق لقوافل عمري السائرة.. وإكسير حياتي وهدأ روعي .. أقسم لك أن كلامي وشكري يعتبران في هذا الموقف نقصا .. لأن حجمك أكبر وأقوى مما سأقول .... أود أن أسترسل في الحديث لكن قناديل إلهامي تذوب بها كلماتي.. أرى يراعي يتكسر وحبري يجف وصراعات الحروف تزدحم معلنة الهزيمة أمام عظمتك أمي.. كما أشكر شكرا خاصا إلى الداعمة الأولى لنوره إلى من جمعت الرقي والأصالة إلى العظيمة د.عفاف نديم ، اسمحوا لي أن أقف أمامها وقفة إجلال وإكبار تعبيرا عن حبي لها .. كما أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن زميلاتي بالشكر لكل من شارك وأعد هذا الحفل الكريم .. والآن أحاول أستجمع قواي وأصرخ بكل شوق وحب اذكروني بخير ..وداعا أحباب قلبي فقد تثبت لكم الأيام ما فشلت في إيصاله.................

الثلاثاء، 3 مايو 2011

اليوم العالمى للكتاب

يحتفل العالم سنويا باليوم العالمى للكتاب فى الثالث والعشرين من أبريل منذ أن قررت منظمة اليونسكو قبل نهاية القرن الماضى بخمس سنوات الإحتفال بالكتاب ، وفى هذا اليوم العالمى يتم الاحتفاء بالكتاب ، فتنظم المهرجانات و تعقد اللقاءات والندوات وتُقام المعارض لعرض أحدث الإصدرات من الكتب ، وهذا اليوم إلى جانب أنه يلفت النظر لأهمية الكتاب ودوره فى التنمية وإعلاء الفكر والثقافة والتعليم ، إلى جانب ذلك فإن هذا اليوم يغرس فى أفراد المجتمع عامة و النشئ وبراعم المستقبل من الأجيال الجديدة خاصة قيمة القراءة وحب المعرفة ، ويشهد هذا اليوم مظاهر مختلفة فى كل عام ، والسمة البارزة لهذا العام انتشار الكتاب الإلكترونى بشكل مكثف ومبسط عن ذى قبل
وبينما يشهد العالم العديد من الفعاليات والاحتفالات المتعلقة بالكتاب ، نرى فى عالمنا العربى تغييبا تاما للكتاب ودوره إلا من محاولات خجولة ، بل إن عادة القراء تكاد تكون تلاشت بين الأجيال الجديدة واستعاضوا عنها بما يسمى القراءة الوظيفية أى القراءة لغرض معين فقط ، ومصدر هذه القراءة إن لم يكن الكتاب الدراسى المقرر فيكون شبكة الإنترنت وخاصة المحتوى محدود الجدوى ، لذا نشهد فى عالمنا العربى ضحالة فى التفكير وضحالة فى الرؤية بل وضحالة فى معينات اتخاذ القرار ، لذا تأتى القرارات على غير مستوى الأحداث وحينها تحدث الكوارث
فهل نحن كأمة عربية أمة غير قارئة ؟؟ ويا للمفارقة أننا كأمة اسلامية كانت بداية الوحى كلمة إقرأ ... فهل نحن تخلينا عن ديننا ولم نعد نقرأ آيات قرآنه ؟ أم تشبعنا بموروثنا الدينى وانكفأنا على أنفسنا ولم نعد نرى أو نستوعب أى مستجدات ؟ وهل نحن أمة تكره القراءة ؟ وتكره من يحب القراءة ؟ وهل إذا قرأنا لانجيد القراءة ؟ ولا نستوعب المقروء ؟ لذا كرهنا القراءة ؟ وما أسباب تأصل هذا كله فى المجتمع العربى ؟ هل من مجيب على هذه الأسئلة ... وهل من مخرج مما نحن فيه الآن ؟