علمتنا قواميس اللغة أن النشر لغة هو الإشاعة والذيوع ، والمقصود بإشاعته وإذاعته هو الفكر المتمثل فى رسالة يُعدها المرسل ويبثها فى قناة حتى تصل للمستقبل ، وتتعدد الرسائل ويتعدد المرسلون وتعددت قنوات النشر وتطورت منذ أن فكر الإنسان فى الاحتفاظ بما يملكه من أفكار وخبرات ، وأمام الطوفان الحالى من قنوات النشر الالكترونية والفضائية نجد أنفسنا فى مسيس الحاجة إلى ميثاق شرف ملزم للجميع يحدد معايير واضحة لحدود ما هو مسموح به وما هو غير مسموح ، فالوسط حاليا ملئ بالمتناقضات والبون شاسع بين ماهو قيمى وما هو غير قيمى ، والصراع على أشده وأصبح يأخذ أبعادا دنيئة وتعريفات فضفاضة غير واضحة لحرية الفكر وحرية النشر ، وعندما تنهض فى المجتمعات الاسلامية بعض القنوات الفضائية والمواقع الاسلامية للرد على الافتراءات ودحض الشبهات وتعرية المواقف المضللة للغير نفاجئ بقوانين والتزامات ومعايير ترغى وتزبد وتهدد بالإغلاق والحجب ، اما بقية الفضائيات والمواقع التى تحض على الدناءة والسفالة وتشعل نار الفتنة والحروب فهى فى حل من أى قوانين أو التزامات ।
وأمام هذا الجور فإننا نجد أنفسنا فى صراع حقيقى بين كل ماهو باطل وكل ماهو حق ، وعلى عقلاء العالم أن يتداركوا أنفسهم قبل أن تقع الواقعة وينهدم المعبد على رؤوس ساكنيه فى حرب ضروس لن تبقى ولن تذر ، وعلى الجميع أن يعى قيمة الكلمة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة ..... والله من وراء القصد