الأحد، 8 أبريل 2007

حماية الملكية الفكرية في عصر الإنترنت

حماية الملكية الفكرية في عصر الإنترنت ، كلما قرأت العنوان السابق كعنوان لمقال فى دورية أو محوراً فى أحد المؤتمرات أو الندوات العلمية ، أو كموضوعا للنقاش فى أحد السيمنارات العلمية لأحد الأقسام المتخصصة فى مجال المكتبات ، كلما قرأت هذا العنوان جال بخاطرى قضية حماية الملكية الفكرية منذ بداية عصر التدوين حتى عصر الإنترنت ، وأتساءل هل هناك فرق بين حماية الأوعية التقليدية وحماية الأوعية المستحدثة ؟ كما أنى أتساءل أيضا هل قضت عديد القوانين التى وضعت لهذا الغرض على ظاهرة السطو والسرقة للأعمال التى تقع تحت مظلة هذه الحماية ؟ أم أنها قد حدت فقط من عملية السرقة التى ستظل سلوكا ملازما للإنسان ذو الطبيعة البشرية الضعيفة التى تدفعه لارتكاب هذا الخطأ وغيره ؟؟ ودعونا نناقش الأمر بهدوء ..... فالملكية الفكرية مهما كانت طبيعتها وشكلها وحجمها ، فإنها كغيرها من الملكيات الفردية حق أصيل لمالكها ولابد من الانتفاع بها وبآثارها الإيجابية ، كما أن عليه أن يتحمل تبعاتها السلبية إن وجدت ، والملكية أى كانت إن لم يتم حمايتها سُرقت ، وإذا ضُبط السارق تم محاكمته على الفور بتهمة السرقة بموجب قوانين تنظم هذا الأمر ، والقوانين التى تعاقب السارق وجدت منذ زمن بعيد سواء فى التشريعات السماوية أو القوانين الوضعية ، ومع وجود هذه القوانين لم تنته ظاهرة السرقة ، بل إنها تنحسر أحيانا وتزداد أحيانا أخرى وفقا لكثير من المتغيرات التى تطرأ على الشعوب و المجتمعات والأفراد على حد سواء . ودعونا من مناقشة الخلفيات النفسية والإجتماعية التى يتعرض لها السارق والظروف التى تدفعه لفعل هذا الأمر ، فهذا الأمر موكول لعلماء النفس والإجتماع لمناقشته وبيان أسبابه ، بل دعونا فقط نناقش و نحاول التعرف على أسباب إقدام البعض على السرقة العلمية أو السطو على أعمال الغير ، وللآن لم تقع يدى على أية دراسة ضافية ناقشت هذا الأمر ، ومن وجهة نظرى أن هذا النوع من السرقات أو غيره إنما يتم لعدم وجود الوازع الدينى والرقابة الذاتية للفرد على نفسه ، فمعلوم أن كل منا حاكمه هو ضميره الذى يتكون من مجموعة إعتقاداته الدينية والإجتماعية ، فكلما كان ضمير الفرد فى قمة يقظته كلما نأى الفرد عن أية مخالفات يرفضها ضميره ، والعكس صحيح تماما . بل إن البعض رغم يقظة ضميره وقناعته التامة بشناعة جرم السرقة أيا كانت إلا أنه دائما مايسوق المبررات الواهية للسطو على أعمال الغير ، فعلى سبيل المثال يرى أحدهم أن سرقة برامج الحاسب الآلى والأبحاث العلمية وتصميمات المواقع الالكترونية ... الخ مايبدعه الغرب ، يرى أن سرقة ونسخ كل ذلك أمر لا حرج فيه بداعى أن هذا الغرب قد أخذ حضارتنا كاملة دون مقابل ، وقد استنزف ثرواتنا سنين عديدة ومايزال يفعل ذلك دون مقابل ، بل إن هذا الغرب لا يتيح لنا إلا ماقد اسُتفذ لديه ويرى أنه أصبح غير ذات جدوى لأبنائه ، كل هذه الأمور وغيرها تجعل صاحب هذا الرأى حر فى السطو على الملكية الفكرية للغير وخاصة مايأتى من الغرب . والرأى السابق رغم تفاهة مبرراته إلا أنه يكشف عن شريحة عريضة تحل لنفسها ما لا تأباه على نفسها ، وهذه الشريحة طالما ارتضت ذلك فى انتاج الغرب فإنها سترضاه لانتاج الشرق و إنتاج بنى جلدتهم وأقرب الأقربين لديهم . وظاهرة التعدى على الملكية الفكرية إن دلت على شئ فإنما تدل على خواء علمى لدى السارق وعدم قدرة على تحديات مجاله العلمى فيلجأ إلى السطو وانتحال أعمال الغير عوضا عن ماكان يجب عليه عمله ، كما أن ظاهرة التعدى تدل على خلل فى نفسية السارق ، فقد صارحنى أحدهم بأنه لا يطيق رؤية عمل ناجح لغيره إلا ويريد طمسه وتدميره ....... اللهم احفظنا . وهذه الظاهرة فى مجملها ظاهرة سلبية بكل المقاييس حيث بسببها تختل موازين البحث العلمى برمته ، ويأخذ من لا يستحق حق غيره ويتبوأ مكانة ما كان ينالها بجهده ، ودعونا فى الختام نتذكر دائما وأبدا أن على كل منا رقيب يعد علينا كل مانفعله ، وأن هذا مجموع لنا فى كتاب مُبين نتلقاه يوم الجزاء إما باليمين وهذا مانرجوه وإما بالشمال وهذا مانستعيذ منه رب العزة سبحانه وتعالى .

هناك 19 تعليقًا:

qatr يقول...

أستاذي الفاضل / د. محمود الجندي
أرهقتني مدونتكم بهذا الكم من العناوين "المحرضة" على التفكير والتواصل العلمي ، ووجدت أنه من الأفضل البدء في تفريغ بعض من "الحراك المعلوماتي" التي أحدثته بعقلي .
يوجد جانب آخر تقوم به القوانين الحمائية للملكية الفكرية ، ألا وهي حماية المواقع وما تضمه من نشر إلكتروني من محاولات تخريبها أو العبث بمحتوياتها ، ولعل هذا أخطر من السرقة فسارق الرغيف قد يأكله ، أما محطم المخبز الذي ينتج هذا الرغيف ، فسيحرم كل محتاج لهذا الرغيف .!!

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا أستاذ محمود قطر على هذه الإشادة التى أظن أننى لا أستحقها ، وأتفق معك تماما أن هذا الموضوع ذو شجون ومتشعب بشكل يحتاج لكثير من النقاش والدراسة بين المتخصصين فى مجال المكتبات والمعلومات والإدارة والقانون وكل ماله علاقة بهذه القضية التى أصبحت من سمات العصر الرقمى

غير معرف يقول...

الأخ الفاضل الأستاذ/د/محمود الجندي اسعدني وجود مدونتكم بإضافتها الجديدة الدائمة لعلم المكتبات والمعلومات على شبكة الإنترنت قرأت مقال حقوق الملكيةالفكرية على شبكة الإنترنت وهو من أحد الموضوعات التي تشغلني ولعلي أجد عندكم جواب لبعض الأسئلة هل تسببت قوانين حقوق الملكية الفكرية في الحد من حق المواطن لمجتمع معلومات مستدام وبشكل شامل وحر وهل هذا الحق يتعرض مع مبدا أن المعرفة هي إرث إنساني وملك للجميع ويجب أن تكون متاحة ومتوفرة للكل

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا دكتور محمود علي طرحك لفضية حقوق الملكية الفكرية والتي تستحق منا البحث والدراسة
أخوك محمود كعبور
دكتوراه المكتبات / جامعة الاسكندرية

غير معرف يقول...

الدكتور محمود عبدالكريم الجندي
مدونتك فاخرة فكرياً ومتشعبه لحفظ الأفكار وان لكل شخص بفكره مصانع حليب يستطيع بأن ينتج من خلال هذا المصنع الزبدة والجبنة وتكون محفوظة حقوقها واشدت على نظام السرقة وكانك تعبت على غير فائدة , انا ابصم البذاخة بفكرك وشكراً لك على هذه الاشادة والتعليقات الجميلة

غير معرف يقول...

الدكتور محمود عبدالكريم الجندي
مدونتك فاخرة فكرياً ومتشعبه لحفظ الأفكار وان لكل شخص بفكره مصانع حليب يستطيع بأن ينتج من خلال هذا المصنع الزبدة والجبنة وتكون محفوظة حقوقها واشدت على نظام السرقة وكانك تعبت على غير فائدة , انا ابصم البذاخة بفكرك وشكراً لك على هذه الاشادة والتعليقات

هدى يحيى البعيطي يقول...

شكراً لك دكتور مرةً اخرى كل ما كنت اعاني به جهلي بأضافة مدونة لي واضافة تعليق على مدونتك بدون جلب مدونتي والآن هي بحوزتك وتعليق هو

الدكتور محمود عبدالكريم الجندي
مدونتك فاخرة فكرياً ومتشعبه لحفظ الأفكار وان لكل شخص بفكره مصانع حليب يستطيع بأن ينتج من خلال هذا المصنع الزبدة والجبنة وتكون محفوظة حقوقها واشدت على نظام السرقة وكانك تعبت على غير فائدة , انا ابصم البذاخة بفكرك وشكراً لك على هذه الاشادة والتعليقات

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور ../محمود الجندى
أستاذى..
تحدثت هنا عن الملكيه في عالم من أختراع البشر
وهي الشبكه العنكبوتيه ..
وبئستطاعت الانسان عمل الحمايه الفكرة لها
كما عمل الشبكة العنكبوتيه فئن لم يفعلو
لن يكون التحمس لى عمل الكتب الاكترونيه
فنحن نعيش بداايت هذا العصر
وتتطور التكنولوجيا وتوسع برامج
وابتكرات برااامج جديد
كما عرفنا مذا حصل في العراق من حرق الكتب وضيااعها
فسيكون هكذا ولكن بطريقت أخرى مرور الايام بدون حرب
ولكن تكثر السرقات وتئليف في الأقوال
تقبل مرورى ووضع تعليقي البسيط على مقالك الذى يحكي عصر أندفع بهجوميه كبيرهـ
وسأسعد بمرورك في مدونتي..


http://m3ali88.jeeran.com/archive/2008/1/434127.html


تلميذتك:معالي الحميد

غير معرف يقول...

السلام عليكم
أئيدك..
في قولك..
وان كل منا يحكمه ضميرهـ
في الصرقه اى شي
ومقالاتك..
حكة عن مجتمع يسود فيه ماقلته
طالبتك.. نورهـ مضحي العنزي

غير معرف يقول...

دكتور\\ محمود موضوعك رائع ومدونتك رائعه
واتمنى ال
مرور لمدونتي
وشكرا
http://seham88.kalimaty.com/

طالبتك سهام الزهراني
اولى مكتبات

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتور محمودالجندي اشكرك على مدونتك الاكثر من رائعه التي تطرح موا ضيع تفيدنا كا طالبات لقسم المكتبات والتي تسعى المواضيع المنوعه التي تطرحهالتحقيق اشياء كثيره كماتطلعنا الموضعات التي تطرحها على معلومات حديثه تمكناالا ستفاده منها واعيد شكري على عملك القيم على مدونتك القيمه طالبتك /ديمه احمدالقضيبيد

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتور محمودالجندي اشكرك على مدونتك الاكثر من رائعه التي تطرح موا ضيع تفيدنا كا طالبات لقسم المكتبات والتي تسعى المواضيع المنوعه التي تطرحهالتحقيق اشياء كثيره كماتطلعنا الموضعات التي تطرحها على معلومات حديثه تمكناالا ستفاده منها واعيد شكري على عملك القيم على مدونتك القيمه طالبتك /ديمه احمدالقضيبيد

غير معرف يقول...

لكم اسعدني هذا الموضوع حيث انه موضوع جدير بالدراسة والبحث
( ادارة حقوق المصادر الرقمية) خاصة ودور Digtital Object Identifier DOI
، وكثير من التكنولوجيات مثل التوقيع او التشفير الرقمي وحماية الحقوق الرقمية للمصادر.

احمد شرف جامعة المنوفية

شروق سعيد القاسم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الى استاذي الدكتور"محمود عبد الكريم الجندي"
اشكرك على اختيارك وطرحك لهذا الموضوع الهام فظاهره السطو وسرقة الأعمال ظاهره منتشره وبشكل كبير فالبعض يعتبر أن هذا الأمر أمر عادي لكنه عكس ذلك تماماففيه تعدي على حقوق الاخرين وعلاوة على ذلك أنه لم يضع نصب عينيه الخوف من عذاب الله وعقابه الذي يراه في كل زمان ومكان


طالبتك :شروق سعيد القاسم
قسم المكتبات

شروق سعيد القاسم يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الى أستاذي الدكتور:"محمود عبد الكريم الجندي"
أشكرك على اختيارك وطرحك لهذا الموضوع الهام فظاهره السطو وسرقة الاعمال ظاهره منتشره وبشكل كبير فالبعض يعتبر انها أمر عادي لكنه عكس ذلك تماما ففيها تعدي على حقوق الأخرين وعلاوه على ذلك انه لم يضع نصب عينيه الخوف من عقاب الله وعذابه الذي يراه في كل مكان وزمان

طالبتك: شروق سعيد القاسم
قسم المكتبات

غير معرف يقول...

السلام وعلكيم دكتوري الفاضل شكرا على طرحك موضوع حماية الملكيه الفكريه الاسوم:عهود الحازمي قسم مكتبات

montaha يقول...

منتهى العثمان


د/ محمود الجندي

اشكرك ع طرحك لمدونه حمايه المليكه الفكريه اتحفتنا بكلامك الاكثر من رائع يعطيك مليون عافيه وراقت لي كثيراً

غير معرف يقول...

انها رائعه ويتحدث هذا الموضوع عن الهيئه الفكريه في عصر الانترنت حيث الانترنت له فوائد ومساؤء ولكن يستطيع الانسان الاستفاده منها وذلك نتيجه الوازع الديني والاجتماعي والفكري للشخص الذي يكون واثقا من نفسه لا يتعرض لسرق افكار الاخرين بل يقتنع بافكاره لان طابعه النفسي سليم ويستفيد الانترنت دون الضرر له ولغيره .
ابنتك ياسمين باحميد

غير معرف يقول...

شكرا لك د / محمود على هذه المقالة
انها حقا مقالة رائعة جدا ومفيده جدا والتى تتحدث عن حقوق الملكية الفكرية لشبكة الانترنت
وكيف يتم استغلالها ؟
وهذه المدونه رائعة واتمنى لحضرتكم مزيد من التقدم والرقى
تلميذتك ايمان عبيد
الفرقة الرابعة مكتبات