عندما نتصفح انتاجنا الفكرى المتخصص فى مجال المكتبات والمعلومات ، وعندما نتأمل المصطلحات المترجمة عن اللغات الأخرى والتى نستخدمها للتعبير عن مفاهيم جديدة فى التخصص ، وعندما نتأمل أكثر من محاولة لترجمة المصطلح الواحد سواء فى الدولة العربية الواحدة ، أو مابين أكثر من دولتين أو بين دولة من المشرق العربى وأخرى من المغرب العربى أو مصر ، عندئذ سنلاحظ العجب العجاب والتفاوت والتباين فى ترجمة المصطلح الواحد ، مما يسبب بلبلة وفوضى عقلية لدى القارئ متعدد القراءات العربية ، كما أن ذلك يعد من عوامل الفرقة الثقافية والعلمية بين ابناء لغة الضاد .
ومثالا لما سبق فإنى أثناء إعداد مراجعة علمية حول موضوع واصفات البيانات " الميتاداتا " فقد رأيت تعدد الترجمات لهذا المصطلح ،وتباين واختلاف المبررات التى سيقت حول اختيار ترجمة دون الأخرى على النحو الآتى
Metadata .
بدأت الكتابات العربية المتخصصة فى تناول موضوع الميتاداتا منذ سنة 2000 م ، وبالنظر للإنتاج الفكرى المتخصص حول الموضوع نجد أن هناك محاولات متعددة لتعريب المصطلح - ناهيك عن التفسيرات والتعريفات المختلفة - ، فبداية عرب (زين عبد الهادى) المصطلح إلى " مابعد البيانات " و " بيانات البيانات " كما عربها أيضا إلى " بيانات الوصف المدمجة فى صفحات الإنترنت " ، ثم اقترح مؤخراً تعريبها إلى " وصائف البيانات " وقدم عدة تبريرات لهذا المقترح الأخير ، كما رشح (شريف شاهين) مقابلين عربيين للمصطلح " واصفات البيانات" و "البيانات الفارقة" حيث المصطلح الأول يشير إلى ماهيتة الميتاديتا وأنها عناصر واصفة وأن الموصوف من نوع البيانات ، بينما يركز المصطلح الثانى على دور ووظيفة عناصر الوصف فى التمييز والتفريق بين الموصوفات ، وعربها (أسامة لطفى) إلى " مافوق البيانات "، وعربها (سعد المفلح) إلى " بيانات البيانات " ، أما (محمد معوض) فعربها إلى " البيانات الواصفة " ، وعربها كل من (هاشم فرحات وجبريل العريشى) إلى " ماوراء البيانات "، وقد استخدم (الأستاذ الدكتور محمد فتحى عبد الهادى) مصطلح " ماوراء البيانات " أيضا كرأس موضوع للدلالة على الميتاداتا فى دليله الإنتاج الفكرى العربى فى مجال المكتبات ، وفى إحدى تعقيباته أثناء أحد المؤتمرات سماها أيضا الأستاذ (الدكتور حشمت قاسم) " ماوراء البيانات " ، ولقد ورد تعريب لكلمة ميتاداتا فى مقالة للأستاذ (الدكتور سعد الهجرسى) بمعنى " البيانات الخلفية " ، واستخدمت (إيناس أبو النور) نفس التعريب فى عنوان رسالتها للماجستير ،، واكتفى بعض الباحثين بالنقل الصوتى للمصطلح فى لغته الأصلية دون محاولة تعريبه ، إلا أن ذلك لم يخل من اختلاف فى التهجئة ، فبينما استخدمتها (بامفلح ، وأبو النور) "ميتاديتا " استخدمها " (عبيد ، و خليفة وآخرون) " " ميتاداتا " ، أما من الناحية القاموسية فيعربها كل من (الشامي وحسب الله) إلى " بيانات عن بيانات" ، حيث يرى أن عنوان وموضوع ومؤلف أحد الملفات تعتبر بيانات عن بيانات .
ويلاحظ مما سبق وجود ثلاثة عشرة مصطلح مقترح كمقابل لمصطلح واحد مما يعنى عدم الاتفاق حتى الآن ، أوفى المستقبل القريب على تعريب موحد لهذا المصطلح ، وأتوقع مستقبلاً ومن خلال ظهور كتابات أخرى حول الموضوع ظهور محاولات أخرى لتعريب المصطلح .
وحلا لتلك المشكلة فإنى أتقدم باقتراح للجمعيات المهنية المتخصصة فى مجال المكتبات والمعلومات على مستوى كل دولة أن تخصص ضمن مؤتمرها السنوى محورا ثابتا لمناقشة وتقنين وتوحيد استخدام المصطلحات الحديثة التى دخلت المجال خلال العام المنصرم ، وتكملة للإقتراح ينبغى على الإتحاد العربى للمكتبات والمعلومات وهو الحريص على الانعقاد السنوى والحريص على توحيد ممارسات المهنة ، أقترح أيضا أن يكون ضمن محاوره السنوية محورا ثابتا لمناقشة وتقنين وتوحيد استخدام المصطلحات الحديثة التى دخلت المجال خلال العام المنصرم وناقشتها الجمعيات المهنية الوطنية فى مؤتمراتها السنوية ، ومحاولة تقريب وجهات النظر ووضع مقابل عربى واحد لكل مصطلح أجنبى ووضع تعريف جامع مانع له يبين حدوده واستخداماته ، والإلتزام به أدبيا فيما يُكتب حول الموضوع
بدأت الكتابات العربية المتخصصة فى تناول موضوع الميتاداتا منذ سنة 2000 م ، وبالنظر للإنتاج الفكرى المتخصص حول الموضوع نجد أن هناك محاولات متعددة لتعريب المصطلح - ناهيك عن التفسيرات والتعريفات المختلفة - ، فبداية عرب (زين عبد الهادى) المصطلح إلى " مابعد البيانات " و " بيانات البيانات " كما عربها أيضا إلى " بيانات الوصف المدمجة فى صفحات الإنترنت " ، ثم اقترح مؤخراً تعريبها إلى " وصائف البيانات " وقدم عدة تبريرات لهذا المقترح الأخير ، كما رشح (شريف شاهين) مقابلين عربيين للمصطلح " واصفات البيانات" و "البيانات الفارقة" حيث المصطلح الأول يشير إلى ماهيتة الميتاديتا وأنها عناصر واصفة وأن الموصوف من نوع البيانات ، بينما يركز المصطلح الثانى على دور ووظيفة عناصر الوصف فى التمييز والتفريق بين الموصوفات ، وعربها (أسامة لطفى) إلى " مافوق البيانات "، وعربها (سعد المفلح) إلى " بيانات البيانات " ، أما (محمد معوض) فعربها إلى " البيانات الواصفة " ، وعربها كل من (هاشم فرحات وجبريل العريشى) إلى " ماوراء البيانات "، وقد استخدم (الأستاذ الدكتور محمد فتحى عبد الهادى) مصطلح " ماوراء البيانات " أيضا كرأس موضوع للدلالة على الميتاداتا فى دليله الإنتاج الفكرى العربى فى مجال المكتبات ، وفى إحدى تعقيباته أثناء أحد المؤتمرات سماها أيضا الأستاذ (الدكتور حشمت قاسم) " ماوراء البيانات " ، ولقد ورد تعريب لكلمة ميتاداتا فى مقالة للأستاذ (الدكتور سعد الهجرسى) بمعنى " البيانات الخلفية " ، واستخدمت (إيناس أبو النور) نفس التعريب فى عنوان رسالتها للماجستير ،، واكتفى بعض الباحثين بالنقل الصوتى للمصطلح فى لغته الأصلية دون محاولة تعريبه ، إلا أن ذلك لم يخل من اختلاف فى التهجئة ، فبينما استخدمتها (بامفلح ، وأبو النور) "ميتاديتا " استخدمها " (عبيد ، و خليفة وآخرون) " " ميتاداتا " ، أما من الناحية القاموسية فيعربها كل من (الشامي وحسب الله) إلى " بيانات عن بيانات" ، حيث يرى أن عنوان وموضوع ومؤلف أحد الملفات تعتبر بيانات عن بيانات .
ويلاحظ مما سبق وجود ثلاثة عشرة مصطلح مقترح كمقابل لمصطلح واحد مما يعنى عدم الاتفاق حتى الآن ، أوفى المستقبل القريب على تعريب موحد لهذا المصطلح ، وأتوقع مستقبلاً ومن خلال ظهور كتابات أخرى حول الموضوع ظهور محاولات أخرى لتعريب المصطلح .
وحلا لتلك المشكلة فإنى أتقدم باقتراح للجمعيات المهنية المتخصصة فى مجال المكتبات والمعلومات على مستوى كل دولة أن تخصص ضمن مؤتمرها السنوى محورا ثابتا لمناقشة وتقنين وتوحيد استخدام المصطلحات الحديثة التى دخلت المجال خلال العام المنصرم ، وتكملة للإقتراح ينبغى على الإتحاد العربى للمكتبات والمعلومات وهو الحريص على الانعقاد السنوى والحريص على توحيد ممارسات المهنة ، أقترح أيضا أن يكون ضمن محاوره السنوية محورا ثابتا لمناقشة وتقنين وتوحيد استخدام المصطلحات الحديثة التى دخلت المجال خلال العام المنصرم وناقشتها الجمعيات المهنية الوطنية فى مؤتمراتها السنوية ، ومحاولة تقريب وجهات النظر ووضع مقابل عربى واحد لكل مصطلح أجنبى ووضع تعريف جامع مانع له يبين حدوده واستخداماته ، والإلتزام به أدبيا فيما يُكتب حول الموضوع
هناك تعليقان (2):
والله الكلام ده محتاج فعلا اهتمام زيادة
عبد الفتاح صلاح
أخصائى مكتبات أول
مدارس الرشد - الرياض - السعودية
دعوه للمتخصصين
لقد أثار هذا الموضوع انتباه العديد من المتخصصين ولكن ماذا بعد ذلك وأين نحن من انخاذ قرار ولو بشكل أراي فردية الي أن يكون لجنه للمساهمة في وضع تعريفات مقننه.
إرسال تعليق