فى كل عام ومع بدايات الفصل الدراسى الثانى ، اتولى تدريس مقرر مدخل إلى علم المعلومات ، وهو مقرر مستقل بذاته ، وتتولى احدى الزميلات تدريس مقرر مدخل إلى علم المكتبات فى الفصل الدراسى الاول ، والمقرران لذات الفرقة الاولى تخصص المكتبات والمعلومات ، وفى كل عام أجدنى مضطرا لسؤال زميلتى التى تولت تدريس مقرر مدخل إلى علم المكتبات عن الوحدات الموضوعية التى تولت تدريسها حتى لايكون هناك خلطا أو اضطرابا لدى الدارسين للمقررين المذكورين .
ومن المثير للدهشة اننا حتى هذه اللحظة لا زلنا على خلافنا أو بالأحرى حيرتنا فى وضع حدود فاصلة بين العلمين وبالتالى المقررين ، فنلاحظ دائما تقارب الوحدات الموضوعية بين المقررين ، بل وتداخلها لمن أراد الفصل ، أو أن تختلف التسميات بعض الشئ لنفس المفاهيم والتطبيقات .
ومما لاشك فيه أن هذا الأمر سيأخذ بعض الوقت حتى تتضح معالم كل علم بشكل تام ، فإذا كان علم المكتبات يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ مع بداية التدوين وجمع المدونات ، فإن علم المعلومات يعد من العلوم الحديثة التى نشأت بعد الحرب العالمية الثانية ونتيجة حتمية لها ، ومما أثار الغموض بهذا العلم وبوحداته الموضوعية انه وريث شرعى أو لنقل أنه امتدادا لعلم المكتبات وعلم التوثيق وأنه خرج من رحميهما ، وبالتالى أخذ الكثير من سماتهما وخصائصهما وان كان جل اهتماماته تنصب حول المعلومات بصرف النظر عن الوسيط الذى يحملها ।
ومن الأشياء التى تعطى أملا فى المستقبل ، ان علم المعلومات شهد فى العقود الأخيرة ترسيخا لنظرياته وتطبيقاته ، وقيد الله له كثير من العلماء والمفكرين للتنظير والتأطير والتطبيق معا ، وقد شهدت الآونة الأخيرة كثيرا من الكتابات المتخصصة والكتب المرجعية التى تحدد موضوعات العلم وتطبيقاته العملية ، واظن أننا سنشهد لا محالة فصلا واضحا بين كلا العلمين ، علم المكتبات وعلم المعلومات ، فهما شقيقين ، الأكبر سنا علم المكتبات والأصغر علم المعلومات ، ولهما شقيق اختفى فى ظروف غامضة ولم تكتب له الحياة وكان يسمى يوما علم التوثيق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق