من أسعد لحظات حياتى اكتشافى لموهبة أو نبوغ لأى من طلابى ، وخلال عملى لعدة سنوات بالرياض قابلت بعض المواهب القليلة ، ولكن ما أقدمه الآن موهبة رائعة بكل المقاييس عرفتها خلال سنوات دراستها ، وكنت دوما أتطلع لقراءة ورقة اجابتها التى أستطيع تمييزها دون عناء من بين أوراق الطالبات نظرا لتميزها فى الأسلوب ودقة الإجابة ..........
وهذه الموهبة نورا جمعت بين أمور كثيرة ، فهى إلى جانب الخلق الكريم والأصل الطيب واستيعابها لعلوم المكتبات والمعلومات ، فهى كاتبة متميزة معبرة صادقة .. مداد قلمها المشاعر الجياشة والرقة والعذوبة فى التعبير
وخلال حفل تخرجها من الكلية سطرت سطوراً هزت مشاعر الحضور ، لذا رأيت نشرها تكريما لصاحبتها واعترافا بموهبتها وتشجيعا لغيرها فى المستقبل .....
تقول نورا
لست أدري أهي اللغة التي هزمتني فضعفت أم أن الموقف الذي أعيشه الآن هزم اللغة وكلماتي ... إنني أبحث الآن عن طوق النجاة لينقذني من الغوص في بحر مشاعري المتلاطم ॥
قسم المكتبات والمعلومات بأعضائه وطالباته وكل من حضر حفلنا الكريم॥
إنني أريد أن أنقل لكم تفاصيل حكايتي مع الوداع॥ تلك التفاصيل التي أعيشها الآن , فعندما يصل الألم إلى العصب الحي ويخوض في الإحساس جرح الوداع .. وتطحن رحى المرارة قلب المحب فإني إزاء ما يشعر به لا يملك سوى أن يقول دعوني أحتل جزءا من ذاكرتكم .. فإني أتنفس الآن ملء أناتي الممتدة من الفراغ إلى الفراغ وأردد قصيدة وداع حفظتها لأواسي ذاكرة معطوبة!!!
أستاذتي العزيزات ,,أذكروني بخير فقد غصصت بكلمات الوداع فالصمت أحيانا أكثر اللغات تعبيرا,,
فإذا وقفت أمام نبلكم صامتا فالصمت في حرم الجمال جمال
لا شيء يحرض ذاكرتي على اعتناق الواقع.. ويجوب في داخلي صراع الذكرى المأسورة فتفوح بساتين فؤادي برائحة العبير المهزوم أمام حبي لكم .. مع كل كلمة وداع علي أن أتوقف عن سذاجة الانتظار وبكائي على الأطلال .. لأن لا بكاء يفيد ولا ماضي سيرجع ولا وقت سيرسل عقاربه لأستند عليها مجددا.. مع كل كلمة وداع أعلم أن رحى العمر يدور بي أو بدوني وليس لدي خيار سوى الرضوخ لكي لا أنكسر ..
وفي هذه اللحظات أود أن أعترف بقزميتي أمام حبي لكم وقلبي يرفض التمسك بفلسفة الكبرياء.. تعلمت الكثير والكثير منكم وجمعنا قسم يعنى بالمعارف ,,قسم أراه بوابة الحضارة ومشعل العلوم ,, بقدر عظمة رسالة هذا القسم أرى عظمة أعضائه وبقدر حبي لهم أقول الوداع ولا أدري سنجتمع أم أنه المطاف الأخير,,
فتعلمت على يدي د।هند آل عروان ما معنى علم المكتبات,, ود।هدى العبد العالي ما معنى الوثائق,, وغصت في عالم مع د.خولة الشويعر ودخلت أبواب التكشيف والكشافات ,, وكيف أبحث وأرتقي على يدي د.محمود الجندي وأبحرت معه في الاجتماعيات ورسوت معه في الانسانيات,, وكيف أفهرس مع د.جوزاء القحطاني ,, وكيف أصنف على يدي أ.لمياء الدعيجي,, والكثير الذي لا يسعني ذكره الآن .. يكفيني منكم أن تذكروني بخير ونؤمن جميعا بفراق الأجساد لا بفراق القلوب
أخواتي طالبات الفرقة الرابعة ,, أعجز عن وصف ما يكنه الفؤاد لكم.. كنا أكثر من صديقات ولا زلنا ضحكنا معا ... فرحنا معا.. وشهدت بذكرياتنا مقاعد الدراسة والساحات وكل مكان وأتى اليوم لنفترق,, كم هو أصعب أن أكتب عن صداقة اقتربت من شواطئ الفراق وذكريات ستدفن في كلية جمعتنا وفرقتنا..اذكروني أختا لكم وصديقة لو بيدها سلمت لكم القلب بدون تردد أحببتكم حد الارتواء .. وأرسل لكم دعواتي لرب السماء.. جمعني الله وإياكم على منابر من نور .. يغبطنا النبيين والشهداء ..
تبددت الآن كلماتي .. احتواني هاجس الوداع .. وتبعثرت حواسي حتى خيل لي أني في عالم أسطوري كئيب وبوصلة عمري تجمدت فلم تعد تعرف سوى اتجاهاتكم .. والآن أسمحوا لي أن أهدي نجاحي وتخرجي إلى روح أبي الطاهرة إلى من علمني صياغة الحياة وفن العيش برقي وبمبادئ راسخة .. أبي ومعلمي الأول وأستاذ عمري كم كنت أتمنى الآن أقبل قدميه وأشكره وأرتمي في حضنه الحنون.. رحمك الله رحمة واسعة وأسأل مولاي كما حرمني قبلتك في الدنيا أن لا يحرمني لقاءك في الآخرة .. وأهدي نجاحي إلى أمي .. أميرة السحابة البيضاء وعيد أيامي والنجمة التي أضاءت الطريق لقوافل عمري السائرة.. وإكسير حياتي وهدأ روعي .. أقسم لك أن كلامي وشكري يعتبران في هذا الموقف نقصا .. لأن حجمك أكبر وأقوى مما سأقول .... أود أن أسترسل في الحديث لكن قناديل إلهامي تذوب بها كلماتي.. أرى يراعي يتكسر وحبري يجف وصراعات الحروف تزدحم معلنة الهزيمة أمام عظمتك أمي..
كما أشكر شكرا خاصا إلى الداعمة الأولى لنوره إلى من جمعت الرقي والأصالة إلى العظيمة د.عفاف نديم ، اسمحوا لي أن أقف أمامها وقفة إجلال وإكبار تعبيرا عن حبي لها .. كما أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن زميلاتي بالشكر لكل من شارك وأعد هذا الحفل الكريم ..
والآن أحاول أستجمع قواي وأصرخ بكل شوق وحب اذكروني بخير ..وداعا أحباب قلبي فقد تثبت لكم الأيام ما فشلت في إيصاله.................
هناك 4 تعليقات:
لم يمر في حياتي موقف صعب أتحدث فيه كهذا الموقف!شعرت الآن أن اللغة غادرة وقاصرة على نقل مشاعري وشكري وفخري بما قرأت.. فيبدو أن مشاعر الشكر والتقدير لشخصك جعلتني في حالة تبعثرت فيها حواسي فلم أعد أستطيع البوح أو حتى نظم الكلمات,,
اسمح لي أن أقف أمامك وقفة اجلال واكبار وأن أعترف بفشل الكلام تجاه ما قدمته لي وأني لا أخال عملك سوى أعظم شرف نلته في حياتي أن يثني علي ويكتشفني أخي وأبي وقدوتي وصاحب الفضل في سنوات عمري كلها ويشهد الله أني في سعادة الآن لا يدركها أحد أشكرك يا كوكبا أضاء سنين دراستي الأربعة وها هو يعود لينير عمري كله أشكرك يا ملهمي ويا شاعر الكلمات وفارس الاحساس وملك التواضع ,,
سأصمت الآن لأن الكلمات عجزت ...........
بحجم السماء أشكرك ولا أظنه يكفي....!!
العزيزة نورا .. انتظر المزيد من نبوغك وتفوقك فى المستقبل .. فأنت نموذج جاد وخصب ومحترم فى كل أقوالك وأفعالك ، وأتمنى أن تكونى يوما ما عنصرا فاعلا مبتكرا فى تخصص المكتبات والمعلومات .. فعلى بركة الله سيرى .
اثق فى رايك دكتور محمود .. ويبدو من الكلام أننا أمام موهبة لها مستقبل.
عمرو المصرى
لك تحيتي دكتور محمودDr.futuer
إرسال تعليق