من أشق الأمور على من يكتب أن يُطلب منه الكتابة عن شخص يُحِبه ، فللوهلة الأولى نظن أن نكتب الكثير قدر محبتنا للشخص الذى نكتب عنه ، ولكن نفاجأ بأن الكلمات التى نخطها لا تعبر عن مكنون الحب الذى فى قلوبنا ولا توفِ المُحِب قدره ، فالكلمات تتضاءل معانيها أمام من نكتب عنه ونرى أننا فى أشد الاحتياج لكلمات جديدة تعبر عن مكنوناتنا فى سطور وصفحات ، وفى هذه المواقف يتمنى كل منا أن يكون شاعراً أو قاصاً ليتمكن من ناصية الكلمات ويطوعها بمهارته للتعبير عما بداخله ، فهنيئا للشعراء ومن يمتلكون نواصى الكلم ، أما نحن فلنا شرف المحاولة ويكفينا أن كلماتنا صادقة نابعة من شغاف القلب وستصل لقلب المحب دون وسيط أو رسول . وأبدأ أولا بما أظن أنه مفتاح الشخصية ، فقد تعلمنا من العقاد وكُتاب السير أن لكل شخصية مفتاحها ، ومعرفة مفتاح الشخصية يساعد على معرفتها بشكل جيد والتعامل معها بإيجابية وبالتالى فِهم أفعالها وتفسير مغزاها ...... وبالنسبة لأستاذتى الدكتورة أمنية صادق فأظننى قد تعرفت على مفتاح شخصيتها مبكراً ، فذات مرة وبعد أسابيع فقط من العمل سويا داخل قسم المكتبات بجامعة المنوفية سألت الدكتورة أمنية من أنت ؟؟ وكان مبعث سؤالى هو ما أراه حولى - داخل جامعة المنوفية وغيرها من الجامعات الإقليمية الريفية - من أعضاء هيئة التدريس أو الهيئة المعاونة ممن يعينون بهذه الجامعات وخاصة ممن يأتون من خارج نطاقها الجغرافى ، حيث يَنظُرون لهذه الجامعات على أنها مجرد موطئ قدم فى سلم الجامعات أو أنها محطة أو استراحة مؤقتة لحين الانتقال للمكان الأرقى الذى يستحقونه فى الجامعات العريقة ذات السمعة الكبيرة ، كما أنهم ينظرون باستعلاء لطلاب الأقاليم على أنهم طلاب درجة ثانية أو ثالثة ولا يستحقون تجشمهم عناء السفر مرة أو مرتين كل أسبوع والتدريس لهم وتعليمهم ولو بالنذر القليل ، فتساءلت بينى وبين نفسى هل ستكون هذه القادمة إلينا من القاهرة مثلها مثل من سبق الكلام عنهم وخاصة أنها تفُوقهم من حيث المظهر والجوهر والعلم والمكانة الاجتماعية وتتمتع بقدرات وخبرات قل أن رأيتها فى غيرها فى ذلك الوقت تؤهلها للعمل فى أرقى الأماكن داخل مصر أو خارجها وليس العمل فى جامعة مصنفة على أنها جامعة إقليمية ؟؟؟؟ وبعد أن لمست جديتها فى العمل وسعيها الدؤوب لأن يكون لنا – كمجموعة - شأن داخل التخصص سألتها سؤالى التعجبى من أنت ؟ فكان الرد رائعا رغم بساطته ، ولخص أسلوب حياتها وفلسفتها ، فقد ردت بقولها " محمود أنا بنت مصرية زيي زى كثير فى البلد دى زيى زى عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ " زيى زى نعمات أحمد فؤاد وغيرهن ممن يحبون مصر و يغارون عليها ... وأنا بحب مصر جداً و عاوزه أبنى حاجة فيها ولو صغيرة ومش مهم المكان فين .. بس أهم شئ يكون المكان محتاجنى مش أنا اللى محتاجة ليه " ... يا الله على هذه الفلسفة البسيطة الخالية من أية تعقيدات ... فلسفة قَلْ أن نجدها فى زمن امتلأ بأنصاف المتعلمين المتشدقين بالوطنية و حب الوطن والانتماء له وهم أبعد ما يكونوا عن هذا أو ذاك ... ولهذا فعندما نصادف شخصية بهذه الفلسفة فإننا نقف أمامها مشدوهين غير مصدقين ... فهذه الشخصية شخصية بناءة بالفطرة تجيد البناء والانتماء ، بناء الكيان وبناء الإنسان ، فالإنسان هو من يصنع الكيان وعندما تتوفر البيئة الطيبة والعنصر البشرى الأصيل مع التعليم والتطوير والتدريب فحتما لابد أن يكون الكيان شامخا منافسا محسودا ممن سبقوه وممن لحقوه ، أما الانتماء فهو نهر يفيض بالحب للبلد وللمكان فى كل وقت وكل لحظة.. وهو ما يدفع الإنسان لكى ينتج و يعمل ويتقدم يوما بعد آخر .. وقد كان للدكتورة أمنية صادق حظ وفير من اسمها ولقبها ، فهى دائمة التمنى لمستقبل أفضل .. مستقبل أفضل للوطن .. مستقبل أفضل للتخصص .. مستقبل أفضل للقسم .. وأمنيتها دوما أن تحقق أهدافها المرحلية ، سواء كَبُرَت هذه الأهداف أم صغرت .. ويغلف هذا كله صدق .. صدق فى المقصد والإخلاص لله تعالى .. وصدق فى الحديث مع الكبير والصغير .. وصدق فى الوعد الذى قطعته على نفسها للمساهمة فى بناء أى شئ يُعْلى من كيان مصرنا الحبيبة .. وأمام هذه السجايا العظيمة لشخصيتنا الكريمة أحاول جاهدا فى السطور التالية سرد بعض من اللمحات التاريخية المميزة التى تعكس بعض من جوانب شخصية الدكتورة أمنية صادق ومحاولاتها الدءوبة للمساهمة فى بناء كيان ومجتمع قسم المكتبات والمعلومات بجامعة المنوفية . البدايات الأولى . فى أواخر عام 1987 أنشأت جامعة المنوفية كلية الآداب ، ومنذ إنشائها حرصت إدارتها على أن يكون قسم المكتبات ضمن أقسامها العلمية ، لذا أعلنت الكلية بالصحف عن طلبها لهيئة تدريسية للقسم الوليد ، ومن حسن الحظ أن كاتب هذه السطور وزميلة أخرى – رحلت عن القسم - كانوا هم النواة الأولى للقسم ، وانضم لنا بعد سنتين ثلاثة معيدون آخرون من خريجى جامعة الإسكندرية ، ومضى بنا الحال نتلمس طريقنا بالكلية بين مُقَدِر لتخصصنا وبين غير معترف به .. وعصفت بنا كثيرا مشاكل الدراسات العليا والتسجيل للماجستير ، وفى احدى جلساتنا مع عميد الكلية وقتئذ وأثناء انتظارنا لانتهائه من بعض أموره الإدارية ، سمعناه يذكر اسم أمنية صادق فقد كان ضمن المعروض عليه من معاملات إدارية أوراق تقديمها لطلب العمل كمدرس مساعد بالقسم ، وتعجب العميد بعد تفحصه لأوراقها وقال كيف لخريجة فلسفة أن تكون مدرسا مساعدا فى تخصص المكتبات والمعلومات ، و بدت عليه علامات الحيرة والدهشة .. وبعد برهة انتبه لوجودنا فسألنا ؟ ، و أجبنا جميعا بأن هذا أمر شائع فى تخصصنا وأن هناك العديد من الأمثلة لأساتذتنا فى المجال جاءوا من خلفيات متعددة وأثْرُوا التخصص بفيض علمهم مثل الدكتور أحمد أنور عمر والدكتور سعد الهجرسى والدكتور عبد الستار الحلوجى وغيرهم آخرون .. عندئذ أرجأ العميد الموافقة على الأوراق لحين التيقن من كلامنا ، وقد كان ، ولم تمر سوى شهور قليلة وأتت إلينا وبيننا المدرس المساعد أمنية صادق وقد أطلت علينا بإشراقتها وأناقتها وعذب حديثها وصدق مقصدها فالتففنا حولها جميعا دون طلب منها لأنها هى من كنا نبحث عنه وننتظره . بناء القسم . لم تكن عملية البناء سهلة ، فأدوات البناء محدودة إلا من عزيمة صادقة و الاعتماد على النفس والتفانى فى البناء بأقل الإمكانيات ، وكان أول اجتماع فيما بيننا ليطرح كل منا أفكاره ، كيف نكون وما هى أدواتنا وخططنا المستقبلية ، وكان القرار حاسما لابد أن نصنع كيانا مستقلا لا يتلون بلون ولا يصطبغ بمدرسة دون أخرى ، وتعاهدنا على الصدق والأمانة والتفانى فى صناعة الكيان الذى ارتأيناه وأن ننح أى خلافات أو صراعات جانباً وأن يكون دستورنا هو المحبة والأخلاق واحترام الذات واحترام رأى الآخر . وكانت البداية الحقيقية واللمسة السحرية الأولى للدكتورة أمنية اقتراحين بدأنا بتنفيذهما على وجه السرعة .. الأمر الأول التعريف بالقسم داخل الكلية .. والأمر الثانى إنشاء وتنظيم مكتبة للكلية على احدث مستوى . فبالنسبة للاقتراح الأول الخاص بالتعريف بالقسم داخل الكلية فقد ذكرت سابقا أن كثيرا من أعضاء هيئة التدريس بالأقسام الأخرى داخل الكلية وخارجها لم يكونوا على دراية بطبيعة تخصص المكتبات والمعلومات ، وأن كل علمهم بالقسم ينحصر فى خلفيات كل منهم من ذكريات أثناء تعاملهم مع موظفى المكتبات المختلفة التى زاروها يوما ما .... وعلى الفور بدأنا الإعداد بتوجيه الدعوة لكافة منسوبى الكلية لحفل شاى يعده قسم المكتبات ، وحرصنا على توجيه الدعوات بشكل شخصى لضمان حضور أكبر عدد ممكن لهذه المناسبة ، وفى هذا اليوم تكفلت الدكتورة أمنية بكافة النفقات ، وأعددنا كثيرا من أنواع المشروبات الساخنة والباردة وما يصاحبها من مشهيات وأصناف حلوة ومملحة .. الخ .. وبدأ التوافد من جانب الحضور وامتلأت القاعة عن آخرها وكان من بين الحضور عميد الكلية ووكيليها ورؤساء الأقسام وكثير من الهيئة المعاونة من كافة الأقسام .. وعند اكتمال وصول الحضور بدأت الدكتورة أمنية فى تقديم المشروبات بنفسها للحضور وكذلك فعلنا نحن بتضجر أولا وبأريحية مطلقه بعد أن تَفهمنا طبيعة الموقف ومغزاه ... وبعد الاحتفاء بالحضور وضيافتهم طرحت الدكتورة أمنية سؤالا على الحضور مفاده ماذا تعرفون عن قسم المكتبات ؟؟ وكانت الإجابات من جانب الحضور تتراوح بين الاستفزاز وقلة المعرفة .. بينما لم يدرك طبيعة القسم وأهميته سوى قليل جدا ممن درسوا خارج مصر .. عندئذ بدأت الدكتورة أمنية بالحديث عن القسم وطبيعته ، وأهمية ودور المعلومات على المستوى العالمى والوطنى والمحلى ، وانطلقت فى الحديث عما يحدث من عمليات فنية تتم فى كواليس المكتبات ومراكز المعلومات ، وأن مايراه المستفيد داخل المكتبة ما هو إلا نتاج جهد جبار يتولاه عديد من المتخصصين خريجى أقسام المكتبات .. ولم تغفل الدكتورة أمنية استثمار هذه الفرصة للتعريف بفريق العمل معها .. فعلى غير رغبة منا بدأت بتقديمنا للحضور وطلبت من كل منا أن يقدم رؤيته حول التخصص الذى ينتمى إليه وما يمكن أن يقدمه هذا التخصص للتخصصات الأخرى فانبرينا بالحديث عن القسم وأهدافه ودوره وخططه المستقبلية ... الخ ، وانتهى اللقاء بتوزيع ورقة بيضاء على كل من حضر على أن يكتب فيها انطباعاته عن اللقاء وعن قسم المكتبات .. وبتحليل نتائج هذه الأوراق لمسنا مدى السحر الذى فعله هذا اللقاء فى نفوس من حضروا ، كما لمسنا مدى التقدير والاحترام فى عيون الآخرين لأعضاء هذا القسم المتميز .. لذا بدأنا على الفور فى تشمير السواعد لتنفيذ الاقتراح الثانى . و البداية كانت عقد اجتماع موسع على افطار بسيط - أثناء الأجازة الصيفية - مع موظفى المكتبة والتعرف عليهم ووضع خطة العمل ، وواجهتنا العديد من الصعوبات تمثلت فى قلة أدوات العمل المتخصصة وعدم رغبة بعض موظفى المكتبة للعمل معنا كفريق إلى جانب تمرد إحدى المعيدات عن العمل لأنها لهذا لم تُعين بالكلية ، ورغم ذلك ذللنا كل هذه الصعوبات بمزيد من الإقناع والتشاور وبيان أهمية ما نفعله مع الاستعانة بأدوات مكتبة الجامعة .. وبدأنا تقسيم العمل بشكل موضوعى على أن يتولى موظفى المكتبة عملية التسجيل والمساعدة والترفيف وطباعة بطاقات الفهارس على أن نتولى نحن عمليتى الفهرسة والتصنيف ، وتولى كل منا قسم أو قسمين من أقسام المكتبة الموضوعية وذلك لتوحيد العمل ولسرعة الإنجاز وقد شاركتنا الدكتورة أمنية العمل من خلال الإشراف والإدارة لفريق العمل ككل إلى جانب دورها فى استقدام إحدى موظفات مكتبة المعهد البريطانى لإنجاز كافة عمليات قسم اللغات الأجنبية .. واستمر العمل بروح الفريق لعدة أسابيع ولمدة عشر ساعات أو أكثر يوميا إلى جانب اصطحابنا لبعض العمل وانجازه فى بيوتنا أو فى استراحة الجامعة ، وانصهر الجميع فى بوتقة العمل واضمحلت الفوارق واتضح الهدف وأصبح الجميع فى تحد لانجازه حتى أن عمال المكتبة أصبحت لديهم من خلال معايشتنا فى العمل القدرة على انجاز بعض المهام الفنية والروتينية .. وكم كان جميلا أن يزورنا عميد الكلية بصفة يومية فى الخامسة مساء لأخذ تقرير عن حجم المنجزات وطالبنا مرارا بسرعة الإنجاز قبل بدء العام الدراسى ، ومما زاد من أعباءنا دعوته لرئيس الجامعة لافتتاح المكتبة وتحديده لليوم والساعة ونحن مازال أمامنا الكثير مما وضعنا فى تحد آخر .. ولله الحمد أنجزنا المهمة فى الوقت المحدد .. وكان الافتتاح باهرا وكلمات الإشادة – من قبل المسئولين - بنا لها وقع جميل على أسماعنا ، ولا أنسى قول عميد الكلية " إن كان لكلية الزراعة مزرعتها ولكلية الهندسة ورشها فإن لكلية الآداب مكتبتها التى تثرى الفكر وتدعمه " .. وبعد انصراف رئيس الجامعة مباشرة دعا عميد الكلية لاجتماع عاجل لكافة منسوبى الكلية وكم كان جميلا أن نجلس بجواره على المنصة وأمامنا وكلاء الكلية ورؤساء الأقسام والهيئة المعاونة ، وكان هذا الحفل والاجتماع خصيصا للاحتفاء والإشادة بنا وتقديم الشكر والتكريم على ما فعلناه للكلية بتقديمنا لمكتبة عصرية منظمة تيسر الإطلاع على مواردها من قِبَل أىٍ من روادها ، واستثمرنا هذه الفرصة كالعادة لدعم القسم وبيان دوره وأهميته وقدمنا للجميع ما أعددناه من لوائح تنظيمية للمكتبة للاطلاع عليها والالتزام بها عند التعامل مع العاملين بالمكتبة . كوادر القسم والنهج التكنولوجى . بعد أن أصبح للقسم كيانه المادى والمعنوى داخل الكلية كان لزاما بناء أفراده بناء حديثا وفقا لأدوات العصر .. وأتذكر فى هذا المقام سؤال الدكتورة أمنية لنا كم عدد الحاسبات الآلية الموجودة بالكلية ؟ وكانت الإجابة لاشئ ، وتكرر السؤال من منكم يمتلك جهاز حاسب آلى ؟ وكانت الإجابة لا أحد .. إذن البيئة قاحلة ولا توجد أدوات مساعدة لكى ينتهج القسم خطا تكنولوجيا يميزه بين بقية الأقسام العلمية المناظرة .. وعلى الفور عقدنا اجتماع لبحث الأمر واتفقنا على السير فى خطوط متوازية .. فاتفقنا مع عميد الكلية وقتئذ على تكوين و اعداد معمل حاسب آلى للقسم .. وكانت البداية متواضعة جدا جدا .. إذ بدأنا بشراء جهاز حاسب آلى واحد فقط وما مر عام حتى أصبح لدينا ثلاثة حاسبات شكلت معا معملا صغيرا ضاق به بناء الكلية القديم ولم يتسع له سوى غرفة صغيرة جدا ذات باب ضيق قصير تحت سلم الكلية ، ولكنها كانت البداية ومع العزيمة والإصرار ذادت أجهزة الحاسبات واكتملت ملحقاتها فى غضون سنوات قليلة ... وبالتوازى مع إنشاء معمل الكلية للحاسب الآلى بدأ كل منا بتشجيع من الدكتورة أمنية يقتطع من راتبه جزءا يسيرا لشراء حاسبه الشخصى وملحقاته ، وجميعنا بدأ بأجهزة متواضعة جدا غالية الثمن نوعا ما عكس ما نراه اليوم .. وكم كانت سعادة الدكتورة أمنية غامرة عندما قدمت لها يوما ما بضع ورقات كتبتها وطبعتها على حاسبى الشخصى ، ولا أنسى الدعم المعنوى الكبير الذى منحنى إياه المرحوم الأستاذ الدكتور يحيى زوج الدكتورة أمنية من خلال اتصاله التليفونى بى لينقل لى مدى سعادة الدكتورة أمنية وسعادته الشخصية بهذا التقدم لأحد أعضاء القسم . واستمرارا لهذا النهج واستثماراً للنجاح التكنولوجى المحدود الذى حققناه فاجأتنا الدكتورة أمنية بمجموعة دورات لتعلم الحاسب الآلى بشكل أكاديمى .. فكانت البداية متواضعة من خلال مجموعة دورات مبدئية نُظمت داخل كلية الهندسة بشبين الكوم ولم تحقق النجاح المأمول .. ومالبث أن تبعها مجموعة دورات متقدمة بمركز تكنولوجيا المعلومات بالهرم والتابع لمجلس الوزراء .. واللافت للنظر أن الدكتورة أمنية صادق حرصت على أن تكون هذه الدورات المتقدمة ليس لمنسوبى قسم المكتبات فقط ولكن لكل من يرغب من منسوبى الكلية والجامعة على السواء .. ولا أخفى سرا أن كثيرين من منسوبى الجامعة مدينين بالفضل للدكتورة أمنية ولهذه الدورات المتقدمة فى تعلم كل أبجديات الحاسب الحالى حينئذ .. ومن ثم الانطلاقة نحو هذا العالم الرحب بما يحمله من جديد كل يوم .. ولقد سألت الدكتورة أمنية وقتئذ لماذا هذه الدورات لهذا العدد الكبير من منسوبى الجامعة ؟ فأجابت أن هذه الدورات منحة لمن يرغبها ويتيحها المركز وقد وفقنى الله للمعرفة بها والحصول عليها فلماذا أبخل بها على من أعمل معهم ؟ ثانيا أود أن تنتشر البيئة الإلكترونية فى كافة مناشط الجامعة ، فأنت عندما تتميز وحدك إلكترونيا فأنت لا تساوى شيئا ولكن عندما تتميز وسط متميزين فأنت بالكل متميز وفاعل وتستطيع أن تُفعل ما تعلمته .. وهذه النظرة المتعمقة والرؤية الواضحة لبيئة العمل الذى ارتأتها الدكتورة أمنية ما لبثت أن تحققت فى غضون سنوات قليلة .. وما وصلنا إليه اليوم من بيئة إلكترونية سواء على مستوى القسم أو الكلية ما هو إلا نتاج هذه الجهود الأولية التى كانت بمثابة النواة الأولى والبذرة الطيبة التى نمت و ترعرعت بجهود الأولين واللاحقين معا . بداية التدريس . عندما التحق الرعيل الأول بالقسم لم يكن هناك قسم بالمعنى المتعارف عليه من وجود طلاب وجدول دراسى ومحاضرات... الخ بل تأخر ذلك لفترة زمنية وجيزة حتى اكتمل الحد الادنى من المقومات الأساسية لافتتاح القسم .. وأتذكر فى هذا المقام موقفا لا ينسى للبَنْاءة الدكتورة أمنية صادق، حيث انها حرصت أشد الحرص على تدريبنا قبل افتتاح القسم على كيفية التدريس والإلقاء وإعداد المحاضرات النظرية والعملية .. وقد واتتها الفرصة قبل افتتاح القسم بسنة كاملة حيث طُلب منها تدريس مقررين أو أكثر بقسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية النوعية فى مقرها الأساس بمدينة أشمون ومقرها المؤقت بشبين الكوم بكلية الزراعة .. واستثمرت الفرصة أيما استثمار فقد دعتنا جميعا لمقابلتها بالكلية وشرحت لنا الموقف وكيفية التهيئة النفسية للأستاذ الجامعى وكيفية توصيل المعلومات ومواجهة الطلاب بكل ثقة فى النفس .. واتفقنا على كل شئ وضربت لنا موعدا للتنفيذ وكان صباح الأربعاء بأحد مدرجات كلية الزراعة واكتظ المدرج بأكثر من مائتى طالب من طلاب الدفعة الأولى لكلية التربية النوعية .. وكنا على ما يبدو أننا أول من يدخل عليهم من أعضاء هيئة التدريس فقابلونا بكثير من الصياح والضوضاء وكثير من الأسئلة غير المرتبة والمتداخلة .. فطلبت منهم الدكتورة أمنية بابتسامتها المعهودة الهدوء فاستجابوا وصمتوا على الفور وبدأت فى تقديم نفسها ثم تليناها فى هذا الأمر وكنا أربعة أفراد .. وأتذكر أن أحدنا من المفاجأة لم يستطع أن يقدم نفسه ولم ينطق بكلمة واحدة وانسحب بعد ذلك من التدريس والقسم والجامعات جميعا رغم اعداده نفسيا وعمليا .. وأتذكر أننا بدأنا التدريس منذ هذا اليوم واجتهدنا لإثبات جدارتنا بهذا الموقف حتى أننا كنا نذهب لمدينة أشمون ومدينة شبين الكوم بشكل منتظم والتدريس للطلاب أيام الجمع والعطلات الرسمية .. والمثير للدهشة أننا لم نتلق حتى الآن أى مقابل مادى لهذا العمل الذى استمر عام كامل وما زلنا فى انتظار موافقة الوزارة على رواتبنا حسب ما قيل لنا من مسئولى الكلية وقتئذ .. وبعد هذه التجربة المفيدة جدا جدا بدأنا التدريس لطلاب قسمنا فى العام التالى .. وكم كانت البداية متميزة ، فبالرغم من العدد القليل الذى رغب فى دخول القسم إلا أن الدكتورة أمنية أصرت على عمل امتحان تحريرى ومقابلة شخصية للوقوف على نوعية الطلاب المتقدمين للقسم .. وَوَضع كل منا تصوره للامتحان التحريرى .. وخلُصنا إلى نموذج موحد تم إعداده من بين كل تصوراتنا .. وتم الإعلان عن موعد الامتحان وموعد المقابلة الشخصية .. ولا أخفى سرا أن هذه الإجراءات أضافت للقسم وأضفت عليه نوعا التميز .. و بدأ التهافت على القسم والتسجيل للاختبار .. ودارت فى الكواليس كثيرا من التوصيات على بعض الطلاب .. وتم اختبار الطلاب الجدد فى احتفالية مبهجة من أعضاء القسم .. وكذلك تم عمل المقابلات الشخصية و كنا فى شوق لِتَحَمُل المسئولية وبداية عهد جديد فى حياتنا العلمية العملية .. وبدأ القسم بأقل من عشرين طالبا وبدأنا معهم التدريس والتدريب والبناء لقسم أصبح علامة فى تخصص المكتبات والمعلومات .. ومنذ اليوم الأول عهدت إلينا الدكتورة أمنية بتكليفات مهنية من شأنها رفع المستوى العلمى والتربوى لكل عضو من أعضاء القسم . الدراسات العليا والمؤتمرات العلمية . تمثل مرحلة الدراسات العليا بكل مراحلها العمود الفقرى لعضو هيئة التدريس بالجامعة .. ويكتسب عضو هيئة التدريس من كل مرحلة خبرات علمية ومهنية قل أن يكتسبها بعد ذلك .. فمرحلة الماجستير تختلف عن الدكتوراه تختلف عما يلحقها من مراحل .. وعندما أنظر لمسيرتى ومسيرة زملائى فى هذه المراحل المتعددة أجد أن للدكتورة أمنية صادق أياد بيضاء علينا جميعا .. فقد تعهدتنا فى مرحلة الماجستير وفتحت أمامنا مصادر المعلومات الخاصة بها ، بل انها أخذت بأيدينا إلى المكتبات الأجنبية داخل مصر وعرفتنا بمسئوليها وضَمِنَتِنَا فى الاستعارة الخارجية منها .. أما فى مرحلة الدكتوراه فقد كانت الرعاية أكبر فإلى جانب ما سبق كان لها الدور الأعظم فى الإشراف والتوجيه والحث على الانتهاء من دراساتنا فى وقت وجيز حتى انتهينا وناقشنا وحصلنا على درجاتنا العلمية .. وعندئذ كان التوجيه على أشده فى ضرورة الكتابة وعمل الأبحاث العلمية التى من شأنها أن تؤهلنا للتقدم للترقية والحصول على الدرجات العلمية الأكبر .. وأُشْهِد الله أن الدكتورة أمنية طوال مسيرتنا جميعا كانت تفرح فرحا شديدا لكل منجز لنا وكأن هذا الإنجاز هو انجازها الشخصى .. فجزاها الله خير الجزاء .. أما بالنسبة للمؤتمرات العلمية فلن أنس ماحييت فضل الدكتورة أمنية فى هذا المجال .. فمنذ تعارفنا طالبتنى بضرورة التواجد فى الندوات والمؤتمرات العلمية والتجمعات المهنية لأن ذلك من شأنه إثراء فكرى وثقلى علميا وإكسابى مزيد من الخبرات .. وأتذكر فى هذا المقام ندوة علمية عقدها قسم المكتبات بجامعة القاهرة واتفقنا جميعا أعضاء القسم بالمنوفية على حضورها .. إلا أننى فوجئت قبل موعدها بساعات باعتذار الدكتورة أمنية عمداً وتكليفى بإلقاء البحث الخاص بها والذى أعدته لهذه الندوة .. وكم كان الموقف عصيبا .. فبالرغم من أننى خريج جامعة القاهرة إلا أن وقوفى أمام أساتذتى وكثير من المتخصصين فى تجمع علمى فهو أمر جديد علىَ تماما ولم أقفه من قبل .. فاستعنت بالله وتمالكت نفسى وجلست بالقاعة المزدحمة أحبس أنفاسى خشية سماعها من قِبَل الحضور .. ومر الوقت ثقيلا جدا .. ونودى على اسم الدكتورة أمنية للحديث فى الندوة فخرجت متباطئا متمنيا ألا يرانى أحد لأرجع مقعدى .. إلا أننى تمالكت نفسى وبصوت خفيض أبلغتهم أننى معيد بقسم المنوفية وقد أنابتنى الدكتورة أمنية لألقى البحث نيابة عنها .. فتم الإعلان عن ذلك من قِبَل إدارة الندوة .. وأخذت مكانى للحديث ونظرت فى الحضور فوجدت أمامى كوكبة من الأساتذة الكبار مثل الدكتور سعد الهجرسى والدكتور حشمت قاسم والدكتور عبد الستار الحلوجى والدكتور أحمد بدر والدكتور محمد فتحى عبد الهادى والدكتور شعبان خليفة وغيرهم كثير ، كما وجدت كثير من الحضور من الإذاعة والتليفزيون ومن المتخصصين .. وحاولت الحديث فلم تخرج الكلمات .. وكلما تأخرت فى الحديث كلما ازداد المكان صمتا وتصببت عرقا وجف لسانى .. وبدأت جاهدا الحديث بتوجيه الشكر لإدارة الندوة وللدكتورة أمنية لإتاحتهما الفرصة لى .. وأتذكر أننى قلت وقتئذ وبصوت ضعيف " بالرغم من توجيه الشكر للدكتورة أمنية إلا أننى عاتب عليها وغاضب منها لوضعها لى فى هذا الموقف .. حيث لا يليق بطالب مثلى أن يجلس أمام أساتذته فى هذا المحفل العلمى .. فعذرا أساتذتى و لتغفروا لى وتسامحونى على ما يصدر منى من تقصير أو خطأ " .. وبعد هذه الجملة ازدادت القاعة صمتا فوق صمت ولمحت فى عيون أساتذتى شئ من الإعجاب فرجَعت لى بعض من ثقتى فى نفسى وتبدل حالى نوعا ما للأفضل وركزت فيما أمامى من أوراق ولم أعد أقرأ فقط بل أننى أخذت فى شرح بعض الأمور المتعلقة بالبحث وتوضيحها .. وأسهبت فى الحديث ووجدت ورقة أمامى تطالبنى بضرورة الانتهاء من الحديث لتجاوزى وقتى المحدد .. فأنهيت حديثى بعد دقيقتين .. وفور انتهائى أشاد بى كثير من الحضور وأثنوا علىَ كثير الثناء وتلقيت بعض الأسئلة المتعلقة بالبحث وأجبت عليها .. ولا أستطيع أن أصف مدى السعادة والثقة التى كنت بها بعد انتهاء أعمال الندوة .. ومما زاد من سعادتى أن بعض الحضور أبلغ الدكتورة أمنية بما تم وأشاد بى فانطلقت بعدها إلى عالم الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة داخل وخارج مصر ويرجع الفضل فى ذلك لأستاذتى الكريمة الدكتورة أمنية التى وضعتنى على أول الطريق . كما أنى لا أنسى فى هذا المقام حدثين علميين حرصت الدكتورة أمنية على استضافتهما فى قسم مكتبات المنوفية وكان لهما الأثر الكبير .. الحدث الأول . استضافة مؤتمر الاتحاد العربى للمكتبات والمعلومات المنعقد بالقاهرة لمدة يوم واحد . والحدث الثانى . استضافة مؤتمر الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات فى إحدى دوراته السنوية .. وأتذكر فى هذا المقام مدى الجهد الذى بذلته الدكتورة أمنية ونحن معها لنجاح هذه الفعاليات العلمية مما كان له أكبر الأثر فى وضع القسم بين أقرانه من الأقسام العلمية المناظرة على المستوى المحلى والمستوى العربى . الأخلاق أولا . عندما أتحدث عن الأخلاق فمما لاشك فيه أن كل منا يحمل قدرا من الأخلاق التى تنبع من خلفياته الدينية والاجتماعية والثقافية ، وبالتالى فإن تطبيق هذه الأخلاق عمليا على أرض الواقع يخضع لطبيعة كل شخص ومدى قدرته على الاسترجاع من رصيد أخلاقه تبعا لما يتعرض له من مواقف .. وتتجلى أخلاق الفرد عندما يكون فى موقع المسئولية .. فالمرء على دين خليله .. وعندما يكون الرئيس ذات خلق وحريص على تطبيقه وتفعيله فإن المرؤوس حتما سيكون على خُلق ويحرص دوما على أن يكون كذلك .. والدكتورة أمنية صادق لا نزكيها على الله فمنذ عرفتها وهى تتمتع بخلق رفيع راق فلم تُهِن أحدا يوما ما ولم تعاد أحدا لأمور شخصية ولا أظنها تحمل ضغائن من أى نوع لأى فرد ، ولا تحسد أحدا على خير هو فيه .. بل إننى أراها دوما مُحِبة للخير فاعلة له لمن تعرف ولمن لا تعرف .. فجزاها الله خيرا .. وأتذكر فى هذا المقام عدة مواقف – لن أسرد منها إلا موقفا واحدا – تؤكد على أن الأخلاق هو ديدن الدكتورة أمنية وأنها حريصة كل الحرص على أن تكون الأخلاق السمة الأولى لأعضاء قسم المكتبات بجامعة المنوفية وألا تصدر من أعضائه أية أفعال إلا إذا كانت تتفق مع الخلق القويم الذى أمرنا به ديننا الحنيف .. أتذكر فى بدايات القسم الأولى أن أتى أحد أعضائه حينئذ بأفعال غير لائقة تمس سمعة القسم ولا تتفق مع مبادئه .. أتذكر وقتئذ أن عددنا كهيئة تدريس كان قليلا جدا واحتياجنا لهذا العضو شديد .. أتذكر أن الدكتورة أمنية من موقع مسئوليتها عن القسم أتت بهذا العضو وحققت معه وأعطته فرصة للرجوع عما هو فيه إلا أنه عاد لما هو فيه ولم يزدجر .. فاجتمعت بكل أعضاء القسم واستشارتنا ماذا نفعل ؟؟ وكان القرار استئصال هذا العضو من القسم فورا .. وكان القرار لا رجعة فيه رغم التوسلات التى أبداها العضو وذووه .. وحمل ذلك العضو عصاه ورحل تاركا القسم على مبادئه وأخلاقه .. فهنيئا للدكتورة أمنية هذا البناء الذى أسس على الأخلاق والقيم . النواحى الاجتماعية . من أهم ما يميز أعضاء هيئة التدريس بقسم المكتبات بجامعة المنوفية أنه قسم عائلى إجتماعى ، فإلى جانب النواحى العلمية والعملية فإن النواحى الاجتماعية والأسرية تربط بين أفراده .. وقد أرست الدكتورة أمنية قواعد هذا النهج .. فبعد قليل من التحاقها بالقسم استضافتنا فى بيتها وعرفتنا بزوجها الدكتور يحيى رحمه الله .. كما أنها حرصت على زيارة من أراد منا فى بيته .. وأتذكر أن دَعَوْتها يوما لزيارتى فى مدينتى سرس الليان هى وجميع من بالقسم فلبت الدعوة وأتت بهم جميعا فى سيارتها .. وتعرفت على أسرتى سريعا وأصبحت كأحد أفرادها .. بل انها أصبحت صديقة حميمة لإخوتى البنات تسأل عنهن ويسألون عنها .. وقد تكرر هذا الموقف مع كثير من أعضاء القسم كل فى مدينته . وقد شاركتنا الدكتورة أمنية لحظات فرحنا ولحظات حزننا .. ففى أفراحنا تكون أول المهنئين .. وفى أحزاننا تحرص على الحضور للمواساة والعزاء .. كما أن الدكتورة أمنية حريصة كل الحرص على أن تشعرك بأنها جزء من عالمك فتجدها تسأل وتطمئن على أولادك وأفراد عائلتك .. و فى كل مناسبة تحرص على الاتصال والتهنئة .. ومن أبرز سمات الدكتورة أمنية فى هذا الجانب أنها شامخة فى حزنها متواضعة فى فرحها .. فعندما تفرح أنت فتُشْعِرَك أن فرحك فرحها أما إذا كان الفرح يخصها فإنها تتواضع وتشعرك بأن هذا أمر بسيط لا يستحق .. وكذلك فى الحزن .. تحزن لحزننا وتترفق بنا كى لا نحزن على مكروه أصابها .. وأتذكر يوم وفاة والدتى حضورها ومواساتها لى وبكائها الشديد واتشاحها السواد .. أما يوم وفاة فلذة كبدها فاكتفت أن أبلغتنا الخبر وطلبت ألا نأتى إليها وتعللت بأمور جانبية .. وأخذت قسطا من الراحة البسيطة ورجعت إلينا شامخة كأن لم ينل الحزن منها شيئا .. وإن كنت أعلم وقتئذ أن بداخلها الحزن الذى ليس كمثله حزن .. ولكنها الدكتورة أمنية التى تتحمل الكثير وتتكتم أحزانها بداخلها ولا تبد لغيرها إلا ما يسعده فقط .. كما أتذكر يوم رحيل رفيق دربها أن كلفت شقيقتها الاتصال بى وكنت بمناسك الحج وأبلغتنى الخبر وسألتنى الدعاء لها بالصبر وللفقيد بالرحمة والمغفرة .. وهاهى الدكتورة أمنية دوما تتمتع بحس اجتماعى عال وتؤثر على نفسها وتضحى لصالح مجتمعها الصغير مجتمع قسم المكتبات والمعلومات . وختاما فهذه اللمحات البسيطة ليست تأريخاً لمسيرة الدكتورة أمنية صادق .. فتاريخها ممتد وملئ بكثير من المواقف التى لا تُحْصى معى ومع غيرى داخل وخارج مصر .. كما أن عطاياها و اسهاماتها على تخصص المكتبات والمعلومات كثيرة وتحتاج لعمل علمى شامل يتناول تلك الاسهامات بالحصر والتحليل .. وهذه اللمحات البسيطة انما تعكس بقدر ضئيل ومن وجهة نظرى فقط بعض من الجوانب العملية والعلمية والإنسانية والاجتماعية للدكتورة أمنية ، كما أنها تعكس بعض الجهد الذى بذلته أستاذتنا الكريمة فى بناء قسم المكتبات والمعلومات بجامعة المنوفية حتى أصبح له كيان مادى ومعنوى يضارع أقسام المكتبات والمعلومات العريقة .. ومما لا شك فيه أنه خلال مسيرة الدكتورة أمنية صادق بالقسم قد رافقها كثيراً من الأفراد ممن يستحقون الإشادة بهم وإبراز دورهم الكبير فى صنع هذا الكيان .. ولكننى آثرت فى هذا الموقف ذكر ما يتعلق فقط ببعض المواقف الذى لمستها عن قرب مع أستاذتنا الكريمة تاركا أمر الإشادة بالآخرين لفرصة أخرى لتكريمهم والكتابة عنهم بشكل أكثر تفصيلا .. وأخيرا نلتمس العذر منك أستاذتنا الكريمة لقصورنا فى التعبير والإشادة بك على الوجه الأكمل .. فما أعطيته لنا كثير جدا ويصعب حصره فى صفحات .. فالتمسى لنا العذر فهكذا دوما الابن البار مع أبويه .. يكن لهم كثيرا من الحب والمودة وعظيم الاحترام والتقدير ولا يستطيع أن يعبر عن تلك المشاعر الفياضة إلا بقليل الكلام .. فعذرا أستاذتى الكريمة .. وخالص دعائى لك أن يمتعك المولى العلى القدير بالصحة والعافية .. وأن يجزيك خير الجزاء .. إنه ولى ذلك والقادر عليه .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
لا أستطيع التعليق بعد أن قرأت عن هذه الدكتورة الرائعة أمينة صادق إلا أن رغبتي بلقائها الآن لا تعلوها رغبة... أحببت رقيها وروعتها التي قرأتها بين سطورك الصادقة دكتور محمود .. وما يزيدني شرفا بأن قسما وتخصصاواحدا بات يجمعني بها,, فعلا هناك أشخاص من عظمتهم تقف صامتا لأن الكلام يقصر,, تحياتي أ.نوراالعتيبي
فى الحقيقة أنا شهادتى مجروحة فى الاعجاب بالمكتوب عنها فهى استاذتى الأولى ومن أشرفت على رسالتى ، ومن حسن حظى أن زاملتها فى قسم واحد وما كتب عنها فهو قليل من كثير وغيض من فيض ،ومن حسن حظى أيضا أن كاتب هذه اللؤلؤات هو استاذى وزميل بقسم المكتبات جامعة المنوفية لكن أعتقد أنه فى هذه المقالة كان جزءا من هنا يشبه الفيوضات الربانية النابع من الإخلاص تجاه استاذتنا د/ أمنية كما أن معرفتى باستاذى د/ محمود فهو دقيق فى أدب ومتحدث فى لباقة فلا غرابة فى أن تخرج هذه المقالة فى هذه الروعة جزاهما الله عنا وعن طلابهما كل خير
د / عاطف السيد قاسم
قسم المكتبات والمعلومات المنوفية مصر
فى الحقيقه انا مش عارف اقول ايه من شدة اعجابى
بجد مدونه ممتازه
إرسال تعليق